وبموجبه سيصبح الاشتراكي أولاف شولتس مستشار ألمانيا الاتحادية، منهياً بذلك رسمياً حقبة أنغيلا ميركل، التي تولت المنصب 16 عاماً كمستشارة.
وسوف تكون التشكيلة الجديدة أول حكومة مكونة من ثلاثة أحزاب تتولى السلطة في ألمانيا منذ خمسينيات القرن الماضي، بعد تراجع كبير للأحزاب الشعبية، الاشتراكي الديمقراطي والمسيحي الديمقراطي، بمستوى لم تعد فيه قادرة على قيادة السلطة بمفردها أو بتحالف ثنائي فقط.
وإعلامياً، عرف هذا التحالف بـ”إشارة المرور”، نظراً لألوان الأحزاب المشاركة فيه والتي تنطبق مع إشارة المرور، وهي مطالبة اليوم بمعالجة أزمات كبرى على رأسها تداعيات كورونا والإخفاق الأوروبي في معالجة أزمة الهجرة وحماية الحدود، إضافةً إلى الإسراع بتنفيذ إجراءات حماية المناخ، وإحداث إصلاحات على المستوى الاقتصادي والإداري لرابع اقتصاد في العالم.
وبدأت المشاورات الحكومية في 21 من شهر تشرين الأول الماضي بين الأطراف، والنقاط الخلافية تركزت حول ملف المناخ وتوزيع الحقائب الوزارية.
وكتبت مسودة الاتفاق بشكل لبى برنامج الحزب الحر فيما يتعلق بالإصلاح الضريبي، حيث اتفقت الأطراف على عدم رفع نسب الضرائب على أصحاب المداخيل المرتفعة، كما وعد بذلك الحزب الليبرالي في برنامجه الانتخابي، لكن ما يتعلق بأدنى مستوى الأجور، فقد فرض الاشتراكي برنامجه برفع الحد الأدنى للأجور بدايةً من السنة الأولى لعمل الحكومة إلى 12 يورو مقابل ساعة عمل واحدة، كما سيتم خفض حق التصويت من 18 إلى 16 عاماً، أما ما يتعلق بموضوع الهجرة، فقد اتفقت الأحزاب الثلاثة على الإسراع بإجراءات اللجوء وإجراءات لمّ شمل الأسر، مع إنشاء طرق هجرة قانونية وآمنة إلى ألمانيا.
ولن يصبح اتفاق الائتلاف الحكومي مفعّلاً إلا بعد أن يحصل المشاورون على تزكية من قبل القاعدة الحزبية لأحزابهم، وبينما عرضت قيادة الخضر على أعضاءها التصويت عبر الإنترنت على مسودة الائتلاف وكذلك على التشكيلة المشاركة في الحكومة اعتباراً من الخميس المقبل، اختار الاشتراكي الديمقراطي والليبرالي الحر الطريق الكلاسيكي في عقد اجتماع لأعضائه قصد التصويت المباشر.
ومن المفترض أن يتم لاحقاً الكشف عن هوية المسؤولين الذي سيتولون مهمة قيادة الوزارات المهمة، وما بات متداولاً بشكل لا يقبل الشك، أن أولاف شولس سيعين مستشاراً، وكريستيان ليندر زعيم الليبراليين كوزير للمالية، وبات اسم القيادي في حزب الخضر روبرت هاربك مرشحاً لحقيبة الخارجية، لكنها تبقى أخباراً غير مؤكدة إلى حين تقديم التشكيلة الوزارية في مؤتمر صحفي تشارك فيه الأطراف الثلاث.
ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الاشتراكيين سيحصلوا على ست وزارات، مقابل خمس وزارات للخضر، وأربع وزارات للحزب الديمقراطي الحر.