وستؤدي المجموعةالتي تنتمي لقوى سياسية مختلفة، بعد موافقة أعضاء الأحزاب الثلاثة النهائية، اليمين الدستورية الأربعاء، وستفسح حقبة أنغيلا ميركل الطريق رسميا لعصر جديد في ظل الزعيم الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز.
وسمي الائتلاف الجديد بـ”ائتلاف إشارات المرور” إشارة إلى ألوان الأحزاب المعنية: (الأحمر) الاشتراكيون الديمقراطيون الذين يناصرون المجتمع العادل، و(الأصفر) الديمقراطيون الأحرار الذين يدافعون عن التجارة والصناعة، وحزب الخضر.
وسيتعين عليهم المضي قدما، مع تعرض ألمانيا لموجة رابعة شديدة من فيروس كوفيد، والقيود المشددة بشكل متزايد على الحياة العامة.
التركيز على تغير المناخ
سيتغير كل شيء في ألمانيا سياسيا، وإذا سمح للحكومة الجديدة بالمضي قدما فسيكون هناك تغيير اجتماعي بعيد المدى أيضا. إذ إنها تريد ألمانيا أكثر إنصافا وليبرالية، وتضع معالجة تغير المناخ في صدارة أولوياتها.
وسوف يتم بموجب خطط الأحزاب الثلاثة:
لكن يبدو أن الناخبين منقسمون حول بعض الخطط الأخرى، مثل تقنين الحشيش، واقتراح التحالف إنهاء قانون قديم يمنع الأطباء من الإعلان عن خدمات الإجهاض.
ولا يبدو أن خطة تخفيض سن الاقتراع من 18 إلى 16 قد استحوذت على خيال الجمهور أيضا. إذ وافق 30 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع على الفكرة.
وهناك اقتراح آخر مثير للجدل، سواء في الداخل أم في الخارج. إذ ترغب الأطراف الثلاثة في إجراء إصلاح شامل لنظام الهجرة في ألمانيا، وكذلك إصلاح سياسة اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
وتريد الحكومة الجديدة تشجيع الهجرة، وتحسين حقوق الأشخاص الذين يطلبون اللجوء هنا، وتسهيل حصول الأجانب على الجنسية.
مكانة ألمانيا في العالم
ولكن إلى أي مدى ستبدو ألمانيا مختلفة بالنسبة إلى الخارج، وماذا تعني الحكومة الجديدة لأوروبا وبقية العالم؟
يتوقع، على مستوى الخطاب السياسي، على الأقل، اتخاذ مواقف أكثر صرامة إلى حد ما من دول مثل روسيا والصين.
ويشير اتفاق الائتلاف على وجه التحديد إلى انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، فضلا عن المطالبة بالعودة إلى الدولة الواحدة وسياسة النظامين لهونغ كونغ، ودعم تايوان.
ويتماشى هذا مع موقف الاتحاد الأوروبي، لكن المعلقين يشيرون إلى أن اللغة تمثل خروجا نوعا ما عن حقبة ميركل.
وفيما يتعلق بالدفاع، هناك التزام بزيادة الإنفاق، على الرغم من عدم ذكر هدف الناتو البالغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على وجه التحديد.
وقد خففت المخاوف في بعض الأوساط الدولية من احتمال ابتعاد الحكومة الجديدة الأكثر تشددا في برلين عن التزاماتها النووية تجاه التحالف العسكري الغربي.
وستبقى ألمانيا جزءا من اتفاقية المشاركة النووية للناتو، وستواصل استضافة الأسلحة النووية الأمريكية، وكذلك استبدال الطائرات الألمانية القديمة القادرة على حملها.
ويشك الكثيرون في أن تكون إدارة شولز، من وجهة نظر واشنطن أو باريس أو طوكيو، مختلفة اختلافا جوهريا عن إدارة أنغيلا ميركل.
من أعضاء الحكومة الأساسيون؟
الأحزاب الثلاثة لها مواقف ورؤى سياسية مختلفة للغاية بالنسبة لألمانيا.
لكن تمكنها من الاتفاق على تشكيل الحكومة في المقام الأول يعد بمثابة معجزة.
لن يكون الحفاظ على التحالف سهلا دائما، وخططهم لـ”ألمانيا جديدة” باهظة الثمن. ويتساءل بعض الخبراء كيف يعتزم التحالف دفع ثمن ذلك كله.
وسيتولى الوزراء مناصبهم مع ارتفاع أعداد المصابين بكوفيد أكثر من أي وقت مضى.
وكانت ألمانيا تكافح بالفعل لمواكبة عالم يتزايد فيه الطابع الرقمي. وفي وقت مبكر من الوباء، تبين أن السلطات الصحية كانت لا تزال تتواصل عبر الفاكس، وكشفت أوجه قصور صارخة في البنية التحتية للتعليم.
وتعرض أولاف شولتز بالفعل لانتقادات بسبب ما يقول الكثيرون إنه استجابة غير صارمة بما فيه الكفاية لفيروس كورونا، وبعد استبعاد إجراءات الإغلاق، بدأت شخصيات التحالف العليا في إعادة التفكير في مواقفها.
وحتى قبل أن تؤدي الحكومة الألمانية الجديدة اليمين الدستورية، فإن مستشارها القادم غارق فيما وصفته المستشارة السابقة، أنغيلا ميركل، بأنه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.